top of page

مدارس صيفية في القانون الدولي - هاجر محمود

Updated: May 19, 2020


To read the English version click here

مكان الميلاد: الإسكندرية، مصر

البكالوريوس/ الليسانس: كلية الحقوق، جامعة الإسكندرية

الماجستير: ماجستير في القانون العام، كلية الحقوق، جامعة الإسكندرية

الدكتوراه: باحثة دكتوراه، كلية الحقوق، جامعة القاهرة

المجال: القانون

هاجر، هل يمكنك إخبارنا قليلاً عن نفسك؟

تخرجت من كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية في عام 2013 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، كنت متفائلة ومتشوقة لخوض التحديات المختلفة لإثبات ذاتي وتحقيق طموحي، وتحقق أول حلم لي بالفعل بتعييني معيدة في القسم الذي أحبه وقررت استكمال حياتي العملية والعلمية به-إن شاء الله- وهو قسم القانون الدولي العام.

وكان من أبرز أحلامي في تلك المرحلة وأكثرهاً إلحاحاً هو الدراسة في الخارج، وليس في أي جامعة بل في الجامعات المصنفة كأفضل الجامعات على مستوى العالم. وعلى مدى عدة سنوات لاحقة، تقدمت بطلبات متعددة لاستكمال دراستي في الخارج؛ ورغم حصولي على خطابات قبول من أفضل الجامعات على مستوى العالم، فلم أنجح في الحصول على منحة كاملة.

ولكن كما يقال دائماً، الحياة هي ما يحدث لك أثناء انشغالك في وضع خطط أخرى! قادتني رحلتي إلى اكتشاف العديد من الفرص لحضور مدارس صيفية متخصصة وإقامات بحثية قصيرة، وإلى المشاركة فيها. لم أكن لأتخيل أبداً أن أتمكن من زيارة تسعة بلدان في قارات مختلفة في منح دراسية كاملة مخصصة لتطوير كفاءات دارسي القانون الدولي والعاملين في مجاله.

لذا، آمنت بفكرة استغلال أي فرصة للتعلم، وآمنت بأن أي فرصة قد تغير حياة الإنسان إن أحسن استغلالها. ولهذا أنا متحمسة للغاية لمشاركة هذه الفرص الرائعة معكم على أمل أن يستفيد بها من يرغب في ذلك لتساعده/ها في تشكيل رحلته/ها الخاصة.

دعينا نسترجع منذ البداية، متى فكرت في تقديم طلب إلى الجامعات في الخارج؟ ما هي الجامعات والمنح الدراسية التي قدمت طلبًا لها؟

أنا شديدة الإيمان بمبدأ التعلم الذاتي ومبدأ العمل بجد مهما استلزم الأمر من وقت أو مجهود، ربما يعود ذلك لأني لم أكن مقتنعة أني أملك ذكاءً استثنائياً ولكني كنت أعرف أني أستطيع بذل الوقت والمجهود في سبيل ما أؤمن به. منذ صغري وأنا كنت أحلم بتجربة الدراسة في الخارج في جامعة من أعرق الجامعات على مستوى العالم بمبانيها العتيقة ومكتباتها الضخمة. كانت دائماً تسيطر علي تلك الصورة الذهنية وأنا أحمل حقيبة جلدية لامعة واركب الدراجة داخل الحرم الجامعي للوصول لقاعة المحاضرات. (ربما كانت هذه الصورة المثالية متأثرة بعض الشيء ب "روري" بطلة مسلسل "فتيات جليمور" الأمريكي الذي كنت أتابعه بشغف في مراهقتي!)

ولقد تقدمت بطلبات للحصول على درجات الماجستير في جامعة كمبريدج، وجامعة أكسفورد، ومعهد الدراسات العليا للدراسات الدولية في جنيف، وجامعة الدراسات الشرقية والإفريقية بلندن، وجامعة أدنبرة باسكتلندا، كلية كينجز في لندن، وجامعة ليدن في هولندا، وجامعة السوربون في فرنسا. كما قدمت طلبات للحصول على كل المنح الدراسية التي سمعت بها وتوصلت إليها من بحثي، مثل المنح المقدمة من الجامعات ذاتها، والمنحة المقدمة من مؤسسة القلعة، ومنحة الحكومة البريطانية تشيفنينج، والمنحة المقدمة من أوبن سوسايتي فاونديشن. وبدأت في تقديم طلبات للحصول على المنح المقدمة من الحكومة الألمانية، والمنح المقدمة من الحكومة الأمريكية فولبرايت، بل وحتى منح الحكومة الصينية.

ونظراً لأني لست من خريجي مدارس اللغات، فلقد اضطررت للعمل جاهدة على تحسين لغاتي الأجنبية، والحمدالله بحلول عام 2016 كنت قد حصلت على شهادتين معتمدتين عالمياً بدرجات مرتفعة تؤهلني للدراسة الأكاديمية بالخارج سواء باللغة الإنجليزية أو الفرنسية.

لمدة 5 سنوات من 2014 وحتى 2019، قمت بالتقديم في كل دورة دراسية جديدة، وكنت في كل مرة أنتظر اللحظة التي ستغير حياتي كما -اعتقدت- بحصولي على منحة كاملة للدراسة في جامعة من أفضل الجامعات في العالم. ولكنها لم تأت! أو لم تأت بالشكل الذي توقعته. تلقيت بالفعل خطابات قبول في جامعات متميزة للغاية مثل معهد الدراسات العليا للدراسات الدولية في جنيف وجامعة الدراسات الشرقية والإفريقية بلندن، ولكني دائماً كنت أفشل في الحصول على المنحة الكاملة.

كيف بحثت عن فرص المدارس الصيفية؟

كانت معايير اختياري في البداية للفرص الملائمة بسيطاً للغاية، أبحث عن منحة دراسية كاملة للمشاركة في المدارس الصيفية، و أن تكون هذه المدارس متخصصة في مجال القانون الدولي الذي اخترته وأحببته. وبدأت في التعرف أكثر فأكثر على المدارس الصيفية وكيفية التقديم عليها باستخدام محرك البحث جوجل وموقع مميز للغاية يسمى سكولارشيب بوسيشن scholarship position بعد ذلك بدأت أتعرف على مواقع أخرى مفيدة للغاية كموقع فرصة Forsa وموقع مرجع Marg3.

هل يمكن اطلاعنا قليلاً على تجربتك الأولى في المدارس الصيفية؟

بالطبع. أول دورة حصلت عليها بالفعل، وهي أول دورة سافرت إليها خارج مصر، هي دورة الأمم المتحدة الإقليمية للقانون الدولي المخصصة لأفريقيا (الموقع الالكتروني هنا) والتي تنظمها سنوياً شعبة التقنين بمكتب الشؤون القانونية بالأمم المتحدة. في ذلك الوقت، لم يكن لدي أدنى فكرة عن أنها كانت أحد أكثر دورات القانون الدولي تميزاً.

بعد كل هذه المحاولات غير الناجحة للحصول على تمويل كافي لدراسة الماجستير بالخارج كما أملت، قررت المحاولة في مسار المدارس الصيفية المتخصصة. قمت بملء الاستمارات الإلكترونية المخصصة للتقديم على هذه الدورة في ديسمبر 2015، واستكملت الإجراءات التي كنت حفظتها عن ظهر قلب، طلب خطاب توصية للمرة المائة، والاستماع لتعليقات من قبيل "ألم تصرفي نظر بعد عن هذه المحاولات" ، وكتابة خطاب التحفيز الخاص بي -والذي كنت بدأت أفقد الثقة في جدواه- وانتهاءا بتسليم الطلب.

وفي يناير 2016، وبدلاً من استلام الرسالة الإلكترونية المعتادة والتي تبدأ صيغتها دائماً ب "يؤسفنا إبلاغك أنك لم يتم اختيارك" حصلت للمرة الأولى على رسالة تبدأ ب "يسرنا أن نبلغك بأنه تم اختيارك للحصول على منحة كاملة “ وهكذا في شهر فبراير سافرت للمرة الأولى بمنحة دراسية كاملة لحضور الدورة في أديس أبابا بأثيوبيا وترافقني التعليقات من قبل "هل ستتفاوضي بخصوص موضوع السد؟" وضحكات خفيفة اعتدت عليها.

ما هي تجربتك خلال البرنامج الصيفي في أديس أبابا؟

لقد منحتني هذه الدورة دفعة هائلة من الثقة، حيث كنت العربية الوحيدة وواحدة من اثنين أكاديميين فقط، بينما كان الباقون من كبار المحامين، والدبلوماسيين، وممارسي القانون الدولي. وبالإضافة إلى ذلك، أدخلتني هذه الدورة في شبكات اجتماعية جديدة، ونظراء لي في مجال العمل بالقانون الدولي من كل دول أفريقيا تقريباً، كما أنها وجهت نظري إلى دورات أخرى رفيعة المستوى، تقدمت بطلبات للالتحاق بها، بل ومازلت أقوم بالتقديم عليها حتى هذه اللحظة.

لقد غيرت هذه الدورة -بلا شك- مسار حياتي المهنية. فعلى سبيل المثال، كانت من أولى محاضراتنا في هذه الدورة محاضرة ألقاها علينا القاضي/ عبدالقوي يوسف الرئيس الحالي لمحكمة العدل الدولية، وفي اليوم التالي كانت المحاضرة هي القاضية/ جوان إي. دونوغي وهي قاضية أميركية من قضاة محكمة العدل الدولية، ثم تلاها أساتذة من معهد الدراسات العليا في جنيف، ثم أعضاء من لجنة القانون الدولي، ومحامون عظماء، وقضاة مشهورون، وكل من حلمت بلقائه تقريباً كان هناك يعطينا محاضرة، 30 مشاركاً أو نحو ذلك حول تمكين العاملين في مجال القانون الدولي من الأفارقة وتنمية قدراتهم ومهاراتهم.

ما هي الدورات التدريبية وورش العمل والمؤتمرات الأخرى التي قمت بحضورها في السنوات الأربع الماضية؟

  • نموذج محاكاة لمحاكمة وورشة عمل عن "قانون اللاجئين" في بيروت، لبنان، مارس/آذار 2016: تحت رعاية الوكالة الجامعية الفرانكفونية ومنظمة اليونسكو.

  • الدورة التدريبية لمدرسي القانون الدولي بالجامعات الأفريقية في أكرا، غانا، أغسطس 2016: هذه المنحة حصلت عليها من المرة الأولى التي تقدمت فيها! والغرض منها كان رفع كفاءة القائمين بتدريس القانون الدولي في الجامعات الأفريقية، ومشاركة التقنيات التعليمية وأساليب زيادة الوعي وزيادة المشاركة بخصوص القانون الدولي وتبادل وجهات النظر عند تدريس القانون الدولي في البلدان الأفريقية.

  • إقامة بحثية في معهد البحوث في القانون الدولي والأوروبي التابع لجامعة باريس 1- السوربون، من مايو إلى يوليو 2017: وخلال هذه الإقامة، زرت واحدة من أكبر المكتبات في العالم، مكتبة كوجاز (وهذا لمن هم مثلي ممتع كزيارة تاج محل!). وكان الحصول على هذه الإقامة البحثية من خلال برنامج تبادل طلاب الدكتوراه في إطار برنامج تنظمه الوكالة الجامعية Bالفرانكوفونية (AUF). (مقرها في جامعة سنجور بالإسكندرية- المنشية).

  • أكاديمية لاهاي الصيفية للقانون الدولي العام، في هولندا، يوليو 2018 (الموقع الالكتروني هنا): لقد تقدمت بطلب للحصول على منحة كاملة لحضور هذه الدورة المرموقة لمدة سنتين متتاليتين وحصلت عليها في العام الثاني بفضل الله. وكانت هذه الدورة إلى حد بعيد أكثر دورة أثرت في حياتي المهنية حيث أنها كانت في أكاديمية لاهاي للقانون الدولي الواقعة في حرم محكمة العدل الدولية بلاهاي. فلقد حضرت العديد من المحاضرات واللقاءات مع قضاة محكمة العدل الدولية وأساتذة جامعات مرموقة ومصنفة عالمياً عن أهم وأبرز المواضيع المعاصرة في مجال القانون الدولي. وقد قمنا بزيارات رسمية للمحكمة الجنائية الدولية وغيرها من المؤسسات الهامة في المجال الدولي. كما كنت محظوظة للغاية حيث أنه تم اختياري، بشكل عشوائي، من ضمن 10 طلاب فقط من أصل ما يربو على الثلاثمائة طالب لحضور جلسة حقيقية في محكمة العدل الدولية برئاسة القاضي عبد القوي يوسف، كانت تعقد في نفس الوقت الذي كنا فيه في لاهاي.

  • مؤتمر القانون والحضارة في البحر الأبيض المتوسط: نحو ثقافة قانونية مشتركة في مدينة آكس آن بروفانس، فرنسا، أكتوبر 2018: وتم عقد هذا المؤتمر تحت رعاية الوكالة الفرانكفونية لتعليم الجامعي وكلية إكس مارسي للقانون.

  • برنامج تشانكيا للسياسة الخارجية والعامة في الهند، فبراير 2019: لقد ذهبت إلى الهند في منحة دراسية كاملة لحضور هذا البرنامج المذهل الذي استضافته مؤسسة الهند بالتعاون مع وزارة الخارجية الهندية، والذي يهدف إلى تقديم نظرة متخصصة على استراتيجية السياسة الخارجية للهند ومنظورها فيما يتصل بالقانون الدولي والعلاقات الدولية (الموقع الالكتروني هنا).

  • المدرسة الصيفية للجامعة الأمريكية للعلوم السياسية المقارنة في القاهرة في يونيو 2019: نظم هذه الدورة قسم العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

  • أكاديمية نورمبرغ الصيفية للمتخصصين في ألمانيا، أغسطس 2019: ولقد قمت بالتقديم على هذا البرنامج لثلاث سنوات على التوالي وأخيرا حصلت على منحة كاملة للذهاب في العام الثالث. وكانت هذه الدورة متقدمة ومتخصصة للغاية في القانون الدولي الجنائي حيث تعتبر نورمبرغ هي مكان نشأة القانون الدولي الجنائي (الموقع الالكتروني هنا).

  • وأخيراً حصلت على إقامة بحثية لمدة شهر في كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية، بجامعة قرطاج بتونس من نوفمبر-ديسمبر 2019: حيث قمت باستخدام مكتبة جامعة قرطاج للحصول على مراجع باللغة الفرنسية لرسالة الدكتوراه الخاصة بي. وهذه الإقامة البحثية كسابقتها منظمة في إطار برنامج تبادل تابع للوكالة الجامعية الفرنكوفونية.

مع التأمل في تجربتك، ما المزايا الرئيسية في المدارس الصيفية من وجهة نظرك الخاصة؟

اختصار تجارب سبع سنوات كاملة (2013-2020) من المحاولات والإخفاقات وبعض النجاحات المتواضعة في مقالة أمر صعب ولكنه كذلك مثير للغاية. ما أريد أن أسلط الضوء عليه وأشاركه مع أي شخص، مثلي، يطمح إلى المزيد ولا يعرف ما إذا كان يقوم بذلك بالطريقة الصحيحة أم لا أو إذا كان هناك طريقة صحيح من الأساس!

1. اكتساب المعرفة والتعرض للتجارب المختلفة: في كل مجال، وفي حالتي القانون الدولي ، بعد حضور دورتين أو ثلاث من هذه الدورات ، ستبدأ في سماع نفس الأسماء الشهيرة ، وتتكرر الإشارات لذات البرامج التدريبية وتتشابه النصائح بشأن الخطوات القادمة للمبتدئين. فتستطيع بعد فترة أن تتعرف على الاتجاهات والخطوات الملائمة ، والموضوعات المعاصرة في مجالك ، ربما تتعرف على بعض المجلات الأكاديمية الهامة، ولقد قام بعض زملائي بتكوين شبكة علاقات مدهشة ساعدتهم في الحصول على وظائف ومنح مرموقة.


2. الحصول على هذه المنح ليس مستحيلاً. بل يمكنك فعل ذلك! المؤسسات التي تقدم المنح الدراسية الكاملة، والتي غالباً ما تكون محدودة للغاية، ترغب في أن تقدم هذه المنح -وهذا ما سمعته ورأيته من خبرة ومن أسئلة مباشرة إلى ممثلي هذه المؤسسات- لأشخاص لا يملكون عادة الموارد الكافية للانضمام لمثل هذه المدارس الصيفية والمنصات التعليمية على نفقتهم الخاصة. لذا، فلن تجد شخصاً ثرياً بالفعل أو يدرس في جامعة هارفارد على سبيل المثال ، يحصل على منحة دراسية كاملة. إنما تريد هذه المؤسسات إدماج من هم أقل تمكناً. وأنا أنوه عن ذلك هنا لأني كثيراً ما قيل لي من أشخاص لا يوجد عندهم معلومات بالقدر الكافي أنني لن أحصل على منحة لأن من كتب لي خطاب التوصية هو أستاذ غير معروف لدى الجهة المانحة، أو لأن درجة الليسانس الخاصة بي ليست من جامعة في الخارج. وهذا ليس صحيح في حدود خبرتي المتواضعة. الجهات المانحة ولجان الاختيار ترغب في تقديم المنح لك أنت، استناداً على تجربتك الخاصة، مؤهلاتك الاكاديمية واللغوية، ما ستضيفه أنت للدورة، خلفيتك الثقافية والمعرفية المتميزة. لذا، لا تخجل أبداً من هذه الصفات، بل استثمرها وابن عليها.

3. الدورات الصيفية تكون مكثفة للغاية: فلا توجد مؤسسة مانحة، طبقاً لخبرتي المحدودة، تقدم لك منحة دراسية كاملة (تشمل تذاكر الطيران، الإقامة، مصروف يومي، الوجبات، المواد الأكاديمية) و ستسمح لك بالتغيب عن الفصول الدراسية للتجول في أنحاء البلد. المدارس الصيفية المرموقة سوف تضمن أنه ليس لديك أي وقت فراغ على الإطلاق باستثناء عطلة نهاية الأسبوع (وفي بعض الحالات لم نأخذ حتى هذه العطلة). على سبيل المثال، أتذكر أني قضيت ثلاثة أسابيع حين كنت في الهند ولم تسنح لي الفرصة ليوم واحد خالي من المحاضرات لكي أذهب لأرى تاج محل الذي كنت أحلم بزيارته طيلة حياتي، وكدت أبكي في اليوم الأخير حتى جاءت لي النجدة في صورة زميل يخبرني أننا يمكننا أن نذهب في مجموعة صغيرة فجراً لرؤية شروق الشمس في تاج محل والعودة إلى المطار مباشرة بحلول الظهيرة للحاق برحلاتنا. كانت مخاطرة ولكنها كانت تستحق كل لحظة فيها! هدفي من هذا الاسترسال هو القول بأن المدارس الصيفية (التي تقدم المنح الدراسية الكاملة، من المؤسسات المرموقة المعترف بها) تريد لك أن تتعلم في ثلاثة أسابيع ما يتعلمه الآخرين في شهور! إنها برامج شديدة التكثيف وتمنحك جوانب من المعرفة العلمية وبعض مناحي الحياة العملية، وتطلعك على الفرص المحتملة في مجالك وتؤدي لإثراء شبكة علاقاتك المهنية والإنسانية، وفوق كل ذلك تثير داخلك النهم لتعلم المزيد!

ما هي النصيحة التي لديك للطلاب المهتمين بالتقديم على مثل هذه المدارس الصيفية؟

هذا ما أقوله لطلابي، وأكرره لنفسي، كل يوم وليلة:

  • حاول عدة مرات ولا تستسلم قبل الحصول على نتيجة مرضية لتساؤلاتك و محاولاتك.

  • لا تقلل أبداً من قيمتك بسبب خلفيتك التعليمية أو وحالتك المادية، أو حتى مستواك الحالي باللغة الأجنبية. (أتذكر أن جميع المشاركين في إحدى الجلسات التهبت أيديهم بالتصفيق الشديد لطالب مصري عانى بشدة أثناء تقديم مقترح رسالته باللغة الفرنسية ولكنه أصر على قراءته باللغة الفرنسية على أي حال."

  • لا تتوقف عن التعلم أبداً. توقف عن إلقاء اللوم على جامعتك، أساتذتك، ظروفك الخاصة. لا تكف عن القراءة والتعلم وطرح الأسئلة والبحث. حاول ولا تتوقف عن المحاولة، ولا تشعر بالخوف من الرفض مهما تكرر. لن يؤدي هذا الرفض والفشل إلا لزيادة قوتك وصلابتك!

  • كل شخص منا فريد ومميز ولديه قصة ليرويها.. أكتب شيئاً يستحق أن تحكيه!


وأود كذلك أن أنوه لأهمية دعم والدي ووالدتي المعنوي والمادي الكريم طيلة هذه السنوات مما سمح لي بالتحرك وتكرار المحاولة مهما استلزم الأمر، وما رافق ذلك من صعوبات مادية ومعنوية قاما بتذليلها بكل الحب والكرم. أنا لهم شاكرة وممتنة ولا أملك إلا الدعاء لهم بقلب ملئ بالحب والعرفان.

وأخيراً إلى مؤسسي هذه المبادرة المذهلة، وخصوصاً د.رنا القهوجي و أ.نورهان شعبان ، ود. رنا مصطفى ، أشكركم جزيل الشكر لإتاحة هذه الفرصة لي. شكرا لكم على تمكين الذين يحاولون .. وتشجيع أولئك الذين لا يزالون خائفين!

هل لديك نصائح أخرى؟

هناك بعض البرامج التي وجدتها أثناء بحثي ولم أحصل على قبول بها بعد، ولكني لا زلت أرغب في مشاركتها مع الطلاب الذين قد يهتمون. على سبيل المثال:

  • دورة القانون الدولي التي تعقد سنوياً في جنيف، وهي محاكاة متخصصة لعمل لجنة القانون الدولي المرموقة في جنيف (الموقع الالكتروني هنا).

  • كذلك تقدم مؤسسة لطفية رباني العديد من المنح الدراسية المختلفة لدراسة الماجستير أو الدورات القصيرة (الموقع الالكتروني هنا) .








610 views0 comments
bottom of page